الأربعاء، 13 مارس 2013

الحلقة السادسة


مرت ثلاثة أشهر على بداية المذابح  ..
لم يحدث الكثير .. هذا إذا ما قررت أن عمليات الإبادة اليومية التي يمارسها جيش (الوسيط/ناملديم) لمن تبقى من البشر في كافة أنحاء الأرض ليست بالشيء الهام .
نعم .. فكلمة الأسرى ليست في قاموس جيشه ..
لا تترك كائناً حياً وراءك ..
لا تُفرق بين طفلاً أو امرأة أو شيخاً ..
يُطبقون ما قرأناه عن ما سيفعله شعب (يأجوج ومأجوج) بالحرف ..
يبدو أن (ناملديم) تعلم ما تفعله جيداً .. فهي ببساطة تُنفذ النبوءات الدينية حرفياً .. تريد أن تخلق نهاية عالم خاصة بها ..
تظن أنها تستطيع أن تكون إلهاً .. وتتصرف على هذا الأساس .
في هذه الحلقة وفي الحلقة التالية لها سأقدم لكم بعض الشخصيات ..
ما علاقتهم بموضوعنا الأساسي ؟
سؤال غريب حقاً .. وكأن من يسأله يتوقع مني أن أخبره بنهاية الأحداث بالمرة !!
أجد هناك أيضاً مَن يتقمّص دور العالم ببواطن الأمور ويقول في حكمة مفتعلة : " من المؤكد أن هؤلاء هم الفريق الذي ستقوم معه بإنقاذ العالم " ، ولكن يا سيدي الحكيم أنا لست بصدد سرقة البنك المركزي ولا تظن أنني سأستخدم نفس التيمة التي امتلأت بها الأفلام الأمريكية منذ القِدم ..
ثق بي عندما أُخبرك أن الأمر أكثر تعقيداً مما تخيل .
من المؤكد أن تلك الرسالة هي الأولى للبعض هنا ، ولذلك وجب عليَّ أن أُعَرٍّف زبائني الجدد - إن صح التعبير - بنفسي ..
أنا (شريف الميرغني) .. وأُحدثكم من تحت رداء الموت .

*************************

إنه الانتقام ..
لابد من ذلك حتى يجد لنفسه سبباً يعيش من أجله .
في بلدته الصغيرة دائماً ما تُكشف الجرائم وهو لا يريد هذا لأنه - ببساطة - يود أن يعاود القتل مرات ومرات لكي تهدأ روحه القلقة التي لن تهدأ إلا عندما يأخذ ثأره من كل من جعلوا حياته جحيماً .
لم تكن أساليب كشف الجُناة قد تطورت بعد ولكن الشرطة قد أبدت بلاءاً حسناً في الفترة الأخيرة ليُطلق على بلدته لقب (البلدة الأكثر أماناً) في شمال (إنجلترا) ، وهو لقب جعل الشرطة تحاول أن تُثبت أن بلدتها جديرة به في كل مرة تُرتكب فيها جريمة .
لم يشارك أحداً بما ينتويه لأن نيته في حد ذاتها هي جريمة في بلدته ، مما جعله يظل يقظاً أكثر من ثلاثة أيام نظراً للبركان الذي أنفجر بداخله .
من المؤكد أن هناك وسيلة ما يحقق بها ما أراده ..
هو لم يعد يؤمن بالمسيح برغم أنه يذهب إلى كنيسة البلدة كل أحد ويظل يحملق في من بجواره ممن أغمضوا أعينهم طوال الصلاة خشوعاً ولكنه يعلم أن هناك عدالة إلهية ستنتقم منه ، كما أنه يعلم أن مبررات قتله لن يؤخذ بها أمام المحكمة .
" سيدي القاضي .. لقد قتلت ثلاثة أفراد لأنهم كانوا يستهزئون بي وواحدٌ منهم تزوج حبيبتي (كاثرين) "
يا لها من مبررات واهية ..
ولكنه - برغم ذلك - لم يجد ما يفعله سوى أن يجعل هؤلاء الأوغاد يختفون من الوجود .
في تلك اللحظة تمنى لو كان ما قرأه في رواية (الرجل الخفي) حقيقة .. ذلك العقار الذي يتناوله بطل الرواية فيختفي ..
ليت كان الأمر بهذه السهولة .. لنَفذ حينها انتقامه ولربما صار من أغنياء العالم بعد سرقته لبنك ما وهو مختفي .
غفلت عيناه لمدة ساعات قليلة تخللها رؤى يتجسد فيه ذبحه لأعدائه وحمله لـ (كاثرين) بعيداً عن تلك البلدة ليبدءا حياةً جديدة .. يستيقظ بعدها والعرق يُغرقه ويجد نفسه يقرر فجأة أن يذهب إلى آخر مكان من الممكن أن يذهب إليه ..
الكنيسة المهجورة ..
لا يعلم ما الذي أتى بتلك الفكرة في رأسه ..
شعر أنه مجبر على الذهاب إلى هناك برغم أنه يفزع لمجرد استيقاظه في الظلام ..
نعم .. هو جبان وهو يعلم هذا ، ولِكَمّ حاول أقرانه أن يتلذذون برؤيته فَزِع ولكنه وجد الفكرة تسيطر عليه .
شَعَر أنه مُساق إلى الكنيسة القديمة ..
الليل .. الصقيع .. الأشجار ..
الكنيسة .

*************************
أسمه (نبيل محمود) ..
عمره يقترب من عمري .. قد يزيد سنة أو ينقصها ولكن ملامحه لم تكن تدل على عمره الحقيقي .
كان يشتهر بين أقرانه بالـ (دهولة) كما يسمونها فكانت ملابسه دوماً لا تتناسق سوياً ..
ألوان كثيرة .. حذاء لم يتغير منذ عامان وبرغم ذلك فنعله لم يغادره وإن تركا العامان أثارهما عليه ..
بنطال لا يناسب مقاسه .. أما ما يرتديه أعلى البنطال فإما قميص لم تلمسه المكواة أو (بول أوفر) تَنَسَلت خيوطه وذبلت .
لم يكن أحد يعرف كَنْه مهنته .. ولكنه كان يبدو كواحدٍ من هؤلاء الذين يتقنون كل شيء ..
فهو يبدو كمهندس كمبيوتر أحياناً وهو يحمل حقيبة (اللاب توب) الفارغة منه بسبب بيعه إياه منذ فترة ، ويبدو أحياناً كطالب هندسة بشروده الكثير ونظارته الرفيعة ، ويبدو كمحام مبتدأ عندما يرتدي بذلته الرمادية التي خَفَتَ لونها بفعل الزمان ..
ولكن من يعرفونه - وهم قليلون - يُدركون أنه مجرد باحث نَهِم عن عمل منذ ما يقارب عامان .
يعيش بمفرده في غرفة متواضعة تركها له والده المتوفي في سطح أحدى البنايات ، أما عن مصاريف العيش فالاقتراض هو سمة حياته ، وأحياناً ما ينال نقود قليلة نظير عمل ما قام به وهو ما يسميه دوماً (شُغلانة جاتلي) .
كان يظن دوماً أن الثراء آتٍ لا محالة .. فكل أغنياء العالم كانوا فقراء وربما كانوا أيضاً يعيشون في غرفة بل قد يكونوا قد حملوا يوماً حقيبة (لاب توب) فارغة .
لم يكن يعلم أن العالم سيتغير بعد ساعات قليلة أو قد ينتهي تماماً ، لم يكن يصل خياله إلى أن يتوقع حدوث ذلك برغم كَمّ الأفلام التي رآها عن نهاية العالم .. بل لم يدور في عقله يوماً السؤال الأزلي الذي دار في عقول كل البشر تقريباً : ما الذي قد ترغب في فعله إذا ما كانت نهاية العالم غداً ؟ .. يبدو أنه لم يلعب يوماً أي لُعبة من تلك الألعاب التي تزخر بهذا النوع من الأسئلة والتي تكون دوماً بين ثُلة من الأصدقاء،ولكن من المؤكد أنه لو كان يعلم أن النهاية قد قاربت لكان قد فعل شيئان لا ثالث لهما ..
أولاً .. لكان قد شرع في الصلاة مئات الركعات تعويضاً عن سنوات لم يُصلّي فيها مكتفياً بالتأمين وراء من يدعون له بالهداية والمواظبة على الصلاة ، وثانياً .. لكان قد أتجه إلى والد (نهلة) زميلته القديمة في الكلية طلباً للزواج منها ، ففي قرارة نفسه كان يعلم أن الشيء الوحيد الذي سيجعله يتزوجها هو أن يوشك العالم على الانتهاء ومن ثم فإن والدها سيوافق حينها لأنه لن يكون هناك مجالاً لتَرَف الشَبْكَة والمهر والشقة .
ولكن (نبيل) كان يظن أنه لابد أن يكون هناك مؤشر يوم أن يوشك العالم على الانتهاء لكي يستعد .. أو هذا ما تمناه ..
ولكن تأتي الرياح دوماً بما لم تشتهي السفن يوماً .

*************************
" صاحبك لا تناسبه ولا تحاسبه "
تلك كانت أول قاعدة نظرية غير علمية سمعها في حياته ، وأول ما ثَبُتَت صحتها لديه ..
توالى بعدها اهتمامه بمثل تلك النظريات .. بل أصبحت هي حياته .
" البنت بتَنَسّي بنت "
كان يُخضِع كل قاعدة من تلك القواعد للتجربة إن أستطاع أو على الأقل يتأكد من صحتها عن طريق من أتبَعوها ممن يعرفهم .
" سِيب البنت تحبك .. حِبّ البنت تسيبك "
ظل يبحث عن كل القواعد الاجتماعية والعاطفية بل والجنسية التي يتداولها الشباب فيما بينهم أو التي ثبتت في مُعتقد من حوله حتى أطلق عليه أقرانه لقب (أحمد نظرية) .
" الكدب مالوش رجلين "
لا تندهشوا عندما تعلمون أنه شرع في تدوين ما جمعه من قواعد في دفاتر كثيرة مع ذِكر نسبة صحتها قياساً بمن قاموا بتجربتها .
" أضرب المربوط يخاف السايب "
أتت اللحظة التي شعر فيها برغبته في خلق قواعده الخاصة .. قواعد يُخضعها للتجربة بنفسه ..
تلك اللحظة التي يقرر فيها (الصنايعي) أن يفتح (ورشته) الخاصة به .
لم تجد أفكاره حدوداً لتتوقف عندها ..
اقتربت قواعده إلى الغيبيات ..
تجسدت في صُورَها الأولى ..
تجسدت في هيئة أسئلة .
" هل سيتدخل الله إذا أراد شخصاً ما إنهاء العالم ؟ "
قرأ كل ما يتعلق بالكوارث التي أصابت الأرض يوماً وأدرك أن التدخل الإلهي لم يكن يوماً بشكل يمكن أن يُطلق عليه (تَدخُل إلهي مباشر) ، بالطبع كان يُدرك أن الطبيعة في حد ذاتها ما هي إلا تَدخُل إلهي ولكن كان ما يبحث عنه هو التدخل المباشر أياً كانت صوره .
ظل السؤال يتردد في ذهنه .. ولم يجد شيئاً يفعله ليُخضِع السؤال للاختبار ..
لم يكن يعلم أن الأمور ستسير نحو النهاية ، وأن الأرض ستُصبح كلها حقل تجارب لإثبات نظريته .
كان يجلس في تلك الحديقة التي تمتلئ بالعشاق الذين لم يجدوا أي مكان آخر لتفريغ عواصفهم تجاه بعضهم البعض ..
كان منهمكاً في الكتابة وبجواره تراصت الكتب حينما أضاءت السماء بذلك الضوء الساطع ..
كانت اللحظة المناسبة ليستغلها كل شاب موجود في الحديقة ليضم حبيبته ليطمئنها وإن كان كلاً منهم يتمنى أن يتكرر الأمر ليُكرر الفعل ، ولكن الأمر كان يختلف مع (أحمد) ..
بالنسبة له كانت ظاهرة تستحق الاهتمام وبدأ يشعر بالقلق .. قلق من وَهَب حياته لدراسة كل شيء .
ركض نحو منزله وظل يبحث عن إن كانت تلك الظواهر قد تكررت من قبل أم لا ..
وما وجده كان كفيلاً بأن يشعر بالقلق من أن شيئاً ضخماً سيحدث .

*************************
كانت تظن أن جمالها ما هو إلا لعنة ..
دائماً ما كانت تتخيل نفسها قطعة من الحلوة تجذب الذباب ليس لسبب إلا وأنها قطعة حلوى .
أحياناً ما تمنت أن تكون قد خُلقت بشعة لا ينظر إليها أحد وإن كانت في نفس الوقت تهتم دوماً بجمالها ..
لم تكن كمثيلتها ممن يستمتعن بلفت نظر الرجال وينتشين من كلمات الغزل التي ترتمي نحوها كالورد أحياناً وكالأحجار أحياناً أخرى .
كانت تظن أن جمالها ما هو إلا لعنة ..
لعنة جعلتها لا تعلم من يتودد إليها لشخصها ومن يتودد لأنها مجرد فتاة جميلة ..
لعنة قد حَوّلت حياتها لجحيم وجعلتها تُصاب بالارتياب والخوف من التقرّب من أحد .
قالت لها أحد الصديقات يوماً :
- " أنتي تُعطين الأمر أكبر مما يحتمل يا (سارة) .. إن جمالك لهو نعمة فتمتعي بها "
أجابتها :
- " بمعنى ؟ "
- " بمعنى أننا خُلقن جميلات ليلقي الرجال بأنفسهم تحت أقدامنا طلبناً لرضانا .. فلا تُهملين تلك النعمة يا صديقتي "
لم تقتنع (سارة) يوماً بتلك النظرية ولكنها أيضاً لم تستطع التأقلم مع الأمر .
كانت دائماً تسخر عندما تسمع عن من انتحر بسبب رسوبه في الدراسة أو بسبب قصة حب فاشلة ، كانت تظن أن الانتحار لابد وأن يكون لسبب قوي وإلا لن يكون له فائدة ..
ولكنها أدركت مؤخراً أن من يقرر الانتحار يُدفع إليه دفعاً دون أن يُفكر للحظات عن مدى سخافة السبب .
لو استشارت أحد الأطباء لربما شَخَّص حالتها وأعطاها من الأدوية ما كان سيعيدها حتماً إلى حالة مستقرة ، أو ربما زادت الأدوية اكتئابها كما يحدث دوماً مع من يتعاطون علاجاً نفسياً ، ولكنها قررت أن تلجأ إلى حل جذري يُنهي حالة التفكير المستمر ..
أزاحت عن عقلها مدى سخافة سبب انتحارها وتوقُعها بألا يُشفِق الناس عليها ولربما اتهموها بالـ (عبيطة) ..
" قتلت نفسها لأنها تشعر أن الآخرون يصاحبونها لجمالها لا لشخصها .. هاهاهاهاهاااااا "
هذا ما تتوقع أن يُقال بعد مماتها ، ولكنها - لحسن حظها - لن تكون موجودة حينها لتتضايق من التعليقات .
الخطوة الثانية هي اختيار طريقة الانتحار ..
قطْع الشرايين أمر مُقزز وقد يتم إنقاذها منه وحينها سيكون عليها أن تعيش في جو من العتاب والغضب ونظرات الشفقة وهو أمر يدفع للانتحار مرة أخرى ..
ابتلاع أقراص أي نوع من الدواء بشكل مبالغ فيه .. ولكن فرصة النجاة منه كبيرة ، كما أنه موتٌ بطيء ومُمل ..
إذن لا يوجد حل سوى القفز من الشُرفة ..
وسيلة سهلة وسريعة ولكنها تحتاج إلى الجرأة وسرعة التنفيذ لأن وقفتها على سور الشرفة إن طالت تُعطي فرصة أن يحاول أحد ما من جيرانها أو من المارة إنقاذها ليبدو في مظهر البطل ولتبدو هي في مظهر الحمقاء المُراهِقة ..
للحظة لاحظت أن كل وسائل الانتحار قد عرفتها من الأفلام والمُسلسلات مما جعلها تتساءل عن كيف كان الحال إذا لم يتعلم الناس تلك الطرق منها ، وهل كلاً منهما - الأفلام والمُسلسلات - يُعتبر مسئول عن تعريف الناس بوسائل الانتحار ؟
لا وقت للمناقشات الجدلية .. أنه وقت الانتحار يا فتاة ...
هِمّي بالانتحار فلا وقت لديكي ..
هيا اصعدي فوق  السور ..
تترددين في خلع الخُف ؟ هل الموت بالخُف أو من دونه سيفرق حقاً ؟!!!
كم أنتي غريبة يا (سارة) ؟
لا تظنين أن عدم وجود عائلتك بالمنزل يعني أن أمامك الدهر بأكمله للتنفيذ ..
فقط قومي بالتنفيذ ..
تمام جداً .. ها أنتِ قد أستجمعتي شجاعتك وصعدتي فوق السور ..
لماذا تُغمضين عينيكِ ؟ هل تخافين من رؤية اللحظة الأخيرة ؟
تحلي بالشجاعة وافتحيهما يا فتاة ..
اختلسَت نظرة لأسفل وظنّت أن ما تراه هو هلاوس ما قبل الموت وإن لم تكن قد سمعت من قبل عن أن هناك ما يُسمى بـ (هلاوس ما قبل الموت) ولكنها لم تجد تفسير لما رأته سوى ذلك ..
الكل يركض في الشارع لسبب لا تعرفه .. والكل يتمزق لأشلاء لسبب لا تعرفه ؟
ما الذي يحدث ؟
ما الذي يحدث ؟
ما الذي يحدث ؟
كادت قدماها أن تتخليان عنها وتُنفذ ما قررته دون قصد منها ولكنها تمالكت نفسها لسبب لا تعرفه وهبطت بسرعة داخل الشرفة وظلت تراقب ما يحدث في فزع .
الدماء تملأ الشارع والصراخ يعلو ..
هل ما يحدث هو مرض أصاب البشر ؟ وإن كان مرض فلماذا لم تُصاب به ؟
كانت من هواة أفلام الرعب الدموية - أو المعوية كما يُطلق عليها - ولكنها برغم ذلك لم تتوقع أن ترى الأمر أمامها كمباراة كرة قدم في إستاد .
ركضت نحو باب المنزل لتوصده بالأقفال ولكنها استمعت إلى الصراخ خارجه ..
إذن الخطر يقترب ..
عادت مُسرعة إلى غرفتها وبحثت عن مكان للاختباء ولكنها لم تجد .
اللعنة ..
يبدو وكأن الأحداث تدفعها للسيناريو التقليدي الذي لا يخلو فيلم رعب منه ..
الاختباء في الخزانة + عدم إصدار صوت + دخول القاتل إلى الغرفة ..
أما النهاية فستعود إلى المُخرِج فإن أراد أن يراها القاتل فستُقتل ، أما لو أراد ألا يراها فسيُكتب لها عمر جديد .
لم تمر دقائق إلا وقد سمعت صوت إنتزاع باب الشقة .. والأمر لا يحتاج لذكاء لتُدرك أن من أنتزعه لقادر على قتلها بمجرد أن يلمسها .
لم تكن تتوقع يوماً أن تكون في هذا الموقف ..
موقف لا تعلم نهايته ..
نهاية لا تعرفها لحياتها .
تسمع الخطوات ..
خطوات ثقيلة يدوي صوتها بأذنيها ، أم هو صوت دقات قلبها ؟
تسمع صوت أنفاسه تتعالى ..
باب الخزانة يُفتح ببطء قاتل ..
عليها أن تنتظر مصيرها فلا مفر ..
لا مفر .

(يُتبع)

 محمد العليمي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق